يقول العلماء إن أحداث الاحتباس الحراري المفاجئة والنادرة في أنتاركتيكا ربما تكون قد أخرت ظهور ثقب الأوزون الذي يظهر فوق القارة المتجمدة في هذا الوقت من كل عام.
ويشير العلماء إلى أن أحداث الاحتباس الحراري ربما أثرت على دوامة من الرياح المعروفة باسم الدوامة القطبية الجنوبية، والتي أثرت بدورها على تكوين ثقب الأوزون.
والأوزون هو غاز يشكل طبقة في طبقة الستراتوسفير – الجزء الأوسط من الغلاف الجوي الذي يمتد بين 20 إلى 50 كم فوق سطح الأرض – ويحمي الحياة من الأشعة الشمسية فوق البنفسجية الضارة.
وينفتح ثقب الأوزون في القارة القطبية الجنوبية – أنتاركتيكا – في هذه الطبقة الواقية كل عام خلال ربيع نصف الكرة الجنوبي، والذي يستمر من سبتمبر إلى نوفمبر.
وتشير السجلات التي تعود إلى عام 1979 إلى أن طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي تبدأ عادة في التفكك في بداية أغسطس، لكن يبدو أن حدث هذا العام قد تأخر.
وكتب باحثون من خدمة مراقبة الغلاف الجوي كوبرنيكوس، وهي هيئة تابعة للاتحاد الأوروبي تقدم تحليلات وتوقعات يومية بشأن الغلاف الجوي للأرض، في بيان: “بدلا من السلوك النموذجي، الذي يتعمق تدريجيا خلال شهر أغسطس، لم يتطور ثقب الأوزون حتى نهاية الشهر”.
واعتبارا من 13 سبتمبر، كان ثقب الأوزون أصغر بمقدار 18.48 مليون كم مربع مقارنة بنفس الوقت في السنوات الأخيرة.
ويرجع تأخير ظهور ثقب الأوزون إلى فترتين من الاحترار شوهتا الدوامة القطبية الجنوبية في وقت سابق من هذا العام، وفقا للبيان.
وفي مناسبات منفصلة في يوليو وأغسطس، ارتفعت درجات الحرارة في طبقة الستراتوسفير فوق القارة القطبية الجنوبية بمقدار 15 و17 درجة مئوية (27 و31 درجة فهرنهايت) على التوالي.
وأشار الباحثون إلى أن مثل هذه الأحداث الاحترارية نادرة فوق القطب الجنوبي، لكنها أكثر شيوعا فوق القطب الشمالي.
ومن غير الواضح ما الذي تسبب في هاتين الظاهرتين الاحتراريتين، لكن علماء ناسا لاحظوا طقسا غير عادي للغاية في طبقة التروبوسفير (طبقة الغلاف الجوي فوق الأرض مباشرة) فوق القارة القطبية الجنوبية في يوليو، حيث وصلت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية عالية.
وقال بول نيومان، عالم الغلاف الجوي في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا، في بيان منفصل: “يمكن أن تنتشر التغيرات في درجات حرارة سطح البحر والجليد البحري إلى طبقة الستراتوسفير، لكن من الصعب حقا تحديد سبب تطور هذه الأنظمة”.
وهناك حاجة إلى ظروف محددة لتشكيل ثقب الأوزون، بما في ذلك الدوامة القطبية القوية والإشعاع الشمسي والمواد المستنفدة للأوزون (ODS).
وتتميز الدوامة القطبية القوية بالرياح الدائرية القوية ودرجات الحرارة الباردة للغاية – الظروف التي تسببت في فتح ثقب أكبر من أمريكا الشمالية فوق القارة القطبية الجنوبية العام الماضي.
ومع ذلك، بدلا من أن تكون الدوامة القطبية الجنوبية قوية ودائرية، كانت ضعيفة وممتدة هذا العام، وفقا للبيان. وأدى هذا إلى تأخير استنفاد الأوزون في طبقة الستراتوسفير.
وتشير الأدلة إلى أن طبقة الأوزون تتعافى، ومع ذلك، فإن البداية البطيئة لثقب الأوزون هذا العام “لا يمكن أن تُعزى تلقائيا إلى تعافي طبقة الأوزون، لإن صحة طبقة الأوزون تعتمد على مزيج معقد من العوامل الكيميائية والأرصاد الجوية”.
وأشار الباحثون إلى أنه إذا استمرت البلدان في احترام الحظر المفروض على المواد المستنفدة للأوزون، فمن الناحية النظرية ينبغي أن يتعافى الثقب في غضون أربعة عقود تقريبا. وأضافوا: “في غضون ذلك، سوف يتأثر حجم وسلوك ثقب الأوزون بالتقلبات الجوية ومصادر المواد المستنفدة للأوزون البشرية والطبيعية وتأثيرات تغير المناخ”.